عبث الحمى
المشهد الأول
أبى الذى أعتدناه يصاب فى كل مكان
فقد صابع يده فى احدى حروب القبائل
حرب لم تكن لنا فبها جدى ولا شاه
وهو الذى أجتاز نصف عقده الثامن
كان صبيا فى فجر يوليو:
وحارب ابى فى جيش ناصر 13 عاما
فى جبال اليمن أعلنت حرب ضد الرجعية
بأسم الثورة والقومية والأممية
لكنها _الرجعية_طرحتنا أرضا فى تيه سيناء
أسبوع من الهرولة للخلف بدون توقف
أنسحاب
انسحاب من صحراء صارت تتلقى غضب ياهو
ياهو
ياهو
بدون مسارات............
السموات تمطر حمما
أفلت أبى الموت
وكانت نكسة يونيو الأولى
وبعد شهرا عثر فيه شقيقه المرتحل خلف لقمة العيش
وهو ذاهل أعيد للاحتياط
حتى يضمنون نصر أكتوبر بعد سنوات
أبى العاشق لناصر عشقا أرضعنيه
لم يكره السادات
ولم يلعن مبارك مثلى
لكنه لحظه العاثر وقع فى عشق تجار الشرعية
كهنة مذبح رابعة العدوية
أبى المسكين لو أراد أن يرفع يده بالتحية
سيزج به خمس سنين متهما بتعاطى أشارة نازية!!!!!!!!!!
المشهد الثانى
ثلاثون عاما قضاها جوقة من المتملقين الكسالى:
ليصنعوا من مبارك نصف طاووس
لكن جوقة من رعاة 30 يونيو :
صنعوا من جنرال مغمور فى أيام طاووس كامل
ولأننى أدين بالعبثية ومهووس
درويش فى حلقة المريدين التنابلة
حججت الى محراب الطاووس لفترات
مفتونا بالأمن المزعوم
وبريش الطاووس
وبكاب الطاووس
ونياشين الطاوس اللامعة فوق الصدر
وعلامات الرتب المذهبة فوق الكتفين
وبريق اللالوان فى عيون الطاووس
لكنى أبى صفعنى بيده ذات الاربع أصبع
حتى أفقت وصاح:
(من متى يأتى يونيو بخير
فوراء كل يونيو كابوس)
المشهد الثالث
هرولت الى بائع الصحف
لأشترى جريدة الأهرام الرصينة
قرأت فى صفحتها الأولى:
ان الرئيس المؤقت أصدر مشروع بقانون:بتجريم كتابة
و قراءة الرقم أربعة
وبجعل أسم اليوم ما بين الثلاثاء والخميس
يوم الطاووس
روعة
ردحذفرائعه جدا
ردحذف